إن النجاح والفشل لا يحكم على النيات، ولا ينقص الأجور ، " فحمزة " الصريع المهزوم في " أحد" ليس دون " خالد " القائد المنتصر في عشرات المعارك بل ربما كان خيراً منه .
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده، وأنها لا تدين بالعبودية لغير الله، ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها، على أساس هذه العبودية الخالصة.
والذين يبنون احترامهم لأمر ما على أساس ما يقارن هذا الأمر من عناصر الغلبة والظهور كثير جدا فى الناس. أما الذين يعتنقون الحق المجرد ولو أثخنته الهزائم ٬ ويغالون بنفاسته ولو مرغ فى التراب ٬ فهؤلاء غرباء فى العالم.
الإنسان المستقيم بحق هو الإنسان الذي يقدم على التضحية و إذا واجه الإغراء ثبت على إخلاصه للمبادئ لا لمصلحته . ولو كانت الفضيلة مربحة حقا ، لتسارع إلى إقتحامها الإنتهازيون ليكونوا نماذج للفضيلة .
إن المجتمع العاجز عن التدين هو أيضا عاجز عن الثورة. والبلاد التي تمارس الحماس الثوري تمارس نوعا من المشاعر الدينية الحية. إن مشاعر الأخوة والتضامن والعدالة هي مشاعر دينية في صميم جوهرها، وإنما موجهة في ثورة لتحقيق العدالة والجنة على هذه الأرض.