كان بعض الأغنياء كثير الشكر ، فطال عليه الأمد فبطر و عصى ، فما زالت نعمته و لا تغيرت حالته ، فقال : يا رب تبدلت طاعتي، و ما تغيرت نعمتي .. فهتف به هاتف : يا هذا لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها و ضيعتها .
ابن الجوزي
خواطر
شرح الاقتباس
المعنى:
هذا الاقتباس يعبر عن فكرة أساسية في الحياة، وهي أهمية الشكر والامتنان في كل الأوقات. يروي الاقتباس قصة بعض الأغنياء الذين كانوا يشكرون الله بشكل مستمر على نعمه التي لا تنتهي. ولكن عندما توالت النعم وطال الأمد، بدأ بعضهم ينسى الشكر ويعصي الله.
ومع ذلك، بقيت نعمة الله مستمرة وثابتة، دون تغيير. وفي النهاية، عندما أدرك أحدهم أنه تغيرت طاعته ولم يعد يشكر الله كما كان يفعل في السابق، بدأ يدرك قيمة الشكر والامتنان.
في النهاية، يعبر الاقتباس عن أهمية الاستمرار في الشكر والامتنان حتى في أوقات الرخاء والنجاح، لأن الشكر هو مفتاح للحفاظ على النعم والرفاهية.
إنه يذكرنا بأن الشكر لله ليس مقتصرًا على الأوقات الصعبة فقط، بل يجب أن يكون حاضرًا في كل لحظة من حياتنا، سواء كنا في السراء أو الضراء.
فالشكر هو عمل إيجابي يجلب المزيد من النعم والبركات، ويعكس امتناننا لكل ما يحيط بنا من خيرات ونعم.
لذا، دعونا نتذكر دائمًا أن الشكر هو سر السعادة والرضا، وأنه يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
فلنبقى ممتنين وشاكرين لكل ما نملك، ولنحتفظ بقلوبنا مليئة بالامتنان والشكر لله في كل الأوقات.
إنها رسالة تذكرنا بأن الشكر هو سر السعادة والنجاح، وأنه يجب أن نحتفظ به في قلوبنا وأفعالنا دائمًا.
لنعيش حياة مليئة بالشكر والامتنان، ولنحافظ على قلوبنا مفتوحة لنعم الله التي لا تعد ولا تحصى.
شكرا! 🙏