التجار وحدهم هم الذين يحرصون على (العـلامات التجارية) لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون و يسلبوهم حقهم من الربح أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم و عقائدهم و يؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلـى أصحابها الأولين! .. إنهم لا يعتقدون أنـهم (أصحاب) هذه الأفكار و العقائد ، و إنما هم مجرد (وسطاء) في نقلها و ترجمتها .. إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ، و لا من صنع أيديهم . و كل فرحهم المقدس ، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل .
سيد قطب
خواطر
شرح الاقتباس
التجار وحدهم هم الذين يحرصون على (العـلامات التجارية) لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون و يسلبوهم حقهم من الربح
هذه العبارة تشير إلى أهمية الحفاظ على الهوية والسمعة التجارية للمنتجات، حيث يسعى التجار جاهدين لحماية علاماتهم التجارية من التلاعب والاستغلال من قبل الآخرين.
أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم و عقائدهم و يؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلـى أصحابها الأولين!
هنا يتحدث عن الفلسفيين وأصحاب العقائد الذين يسعون لنشر أفكارهم وعقائدهم بدافع الإيمان بأهمية تبادل الأفكار والتأكيد على الانتماء الجماعي.
إنهم لا يعتقدون أنـهم (أصحاب) هذه الأفكار و العقائد ، و إنما هم مجرد (وسطاء) في نقلها و ترجمتها
يعكس هذا الجزء من الاقتباس عدم الغرور والتواضع لدى المفكرين، حيث يرون أنهم مجرد وسطاء ينقلون الفكر ويعبرون عنه بدون التملك الكامل له.
إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ، و لا من صنع أيديهم
هذا يعكس الاعتراف بأن مصدر الإلهام والفكر ليس من صنعهم، بل هو شيء خارجي يساعدهم على التعبير عن أفكارهم بشكل أفضل.
و كل فرحهم المقدس ، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل
يعبر هذا الجزء عن السعادة الحقيقية التي يشعر بها المفكرون عندما يدركون أنهم على اتصال مع مصدر الإلهام الحقيقي والأصيل.
شكرا! 🙏