إذا أحب الله عبدا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال ، و إذا مـقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيئ الأعمال ؛ ليكون ذلك أوجع في عتابه ، و أشد لمقته .
ابو حامد الغزالي
شرح الاقتباس
إذا أحب الله عبدا: عندما يحب الله عبداً، يكون ذلك بسبب صفاته الحميدة وتقواه، وهذا يعني أن الله يرى فيه الخير والقدرة على فعل الخير.
استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال: يعني أن الله يوجه هذا العبد لفعل الأعمال الصالحة والنبيلة في الأوقات المناسبة، مما يعزز من قيمته ويزيد من فضله.
إذا مـقته: عندما يكون الله غير راضٍ عن عبد معين، يكون ذلك بسبب سوء تصرفاته وانحرافه عن الطريق الصحيح.
استعمله في الأوقات الفاضلة بسيئ الأعمال: يعني أن الله يوجه هذا العبد لفعل الأعمال السيئة والمذمومة في الأوقات المناسبة، كعقاب وتوبيخ له على تصرفاته السيئة.
ليكون ذلك أوجع في عتابه: يعني أن الله يجعل عتابه لهذا العبد أكثر قسوة وألماً، نتيجة لتجاوزاته ومخالفاته لأوامر الله.
و أشد لمقته: يعني أن الله يزيد من مقته لهذا العبد، ويجعله في موقف أكثر انزعاجاً وغضباً، بسبب تكرار تصرفاته السيئة وعدم توبته منها.
هذا الحديث يعلمنا أن الله يحب الخير لعباده ويرغب في هدايتهم إلى الطريق الصحيح، ولكنه أيضاً يعاقب العباد عندما يتجاوزون الحدود ويخالفون أوامره.
لذلك يجب علينا أن نكون حذرين ونعمل بجدية على اتباع الأوامر الإلهية وتجنب المعاصي، لكي نكون من الذين يحبهم الله ويرضى عنهم.
فلنسعى دائماً للارتقاء بأعمالنا وتحسين سلوكنا، لنكون من الذين يستحقون محبة الله ورضاه، ونتجنب السلوكيات السيئة التي تجلب مقت الله وعقابه.
شكرا! 🙏