كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب – فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ.
ابن القيم


شهوة قلب

شرح الاقتباس

هذا المثل القديم يعكس حكمة عميقة وحقيقة لا يمكن إنكارها. يقارن بين الجسد والقلب بطريقة تجعلنا ندرك أهمية العناية بالجانب الروحي والعاطفي من حياتنا.

فالجسد إذا مرض وضعف، لن يستفيد من الطعام والشراب حتى يتماثل للشفاء. وهكذا، إذا أصيب القلب بالشهوات والخطايا، فإن المواعظ والنصائح لن تكون فعالة في تحسين حالته.

إن القلب هو مركز الروح والعقل، وإذا كان مريضًا بالشهوات والآثام، فإنه سيعاني ويضعف كما يفعل الجسد عند المرض.

لذلك، يجب علينا أن نحرص على تنقية قلوبنا من الشهوات والخطايا، وأن نعتني بجوانبنا الروحية بنفس الاهتمام الذي نعتني به بجسدنا.

المواعظ والنصائح تعتبر وسيلة لتذكيرنا بالقيم والمبادئ الصحيحة التي يجب أن نعيش وفقها، ولكنها لن تكون فعالة إذا كانت قلوبنا مريضة بالشهوات والآثام.

لذلك، يجب علينا أن نكون حذرين ويقظين لما يدخل إلى قلوبنا وعقولنا، وأن نعمل على تطهيرها وتنقيتها من كل ما يؤذيها ويضعفها.

إن القلب النقي والروح الطاهرة هما ما يمكن أن يجعلنا نعيش حياة مليئة بالسلام والسعادة، وهما ما يمكن أن يجعلنا نستفيد بشكل كامل من النصائح والمواعظ التي نتلقاها.

لذلك، دعونا نحرص على صحة قلوبنا وعقولنا بنفس الاهتمام الذي نحرص به على صحة أجسادنا، لنعيش حياة متوازنة ومثمرة.

فلنتذكر دائمًا أن العناية بالقلب والروح هي مفتاح السعادة والنجاح في الحياة، وهي ما يمكن أن تجعلنا نستفيد بشكل كامل من الحكم والمواعظ التي نتلقاها.

ملاحظة: لا تتردد في مشاركة أي من الاقتباسات المصورة على مدونتك أو موقعك الإلكتروني أو على شبكات التواصل الاجتماعي، فقط تأكد من ذكر المصدر أو الصفحة التي عثرت فيها.على هذه الصورة
شكرا! 🙏