إن النجاح والفشل لا يحكم على النيات، ولا ينقص الأجور ، " فحمزة " الصريع المهزوم في " أحد" ليس دون " خالد " القائد المنتصر في عشرات المعارك بل ربما كان خيراً منه .
والذين يبنون احترامهم لأمر ما على أساس ما يقارن هذا الأمر من عناصر الغلبة والظهور كثير جدا فى الناس. أما الذين يعتنقون الحق المجرد ولو أثخنته الهزائم ٬ ويغالون بنفاسته ولو مرغ فى التراب ٬ فهؤلاء غرباء فى العالم.
نحن لا نلوم الأخرين علي انتهاز الفرص لخدمة ما يعتقدون ولكنا نلوم أنفسنا إذ تركنا فراغا امتد فيه غيرنا ومن ترك باب داره مفتوحا لا يلوم اللصوص إذا سرقوا مدخراته....
و ما كان فرعون بقادر على أن يستخف قومه فيطيعوه، لو لم يكونوا فاسقين عن دين الله..فالمؤمن بالله لا يستخفه الطاغوت، ولا يمكن أن يطيع له أمراً، وهو يعلم أن هذا الأمر ليس من شرع الله.
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده، وأنها لا تدين بالعبودية لغير الله، ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها، على أساس هذه العبودية الخالصة.
ليس الصبر هو احتمال الذل والعذاب وكفى. ولكن الصبر هو احتمال العذاب بلا تضعضع ولا هزيمة روحية، واستمرار العزم على الخلاص، والاستعداد للوقوف في وجه الظلم والطغيان. وإلا فما هو صبر مشكور ذلك الاستسلام للذل والهوان.
أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر، والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة وانغمسوا في النعيم والترف ووكلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم وأنفسهم إلى واليهم.