ان فوضى الحرية على انضباط الاستبداد، ذلك أن فوضى الحرية ستؤدي حتما ولو طال الانتظار إلى ترسيخ العناية بهموم الشعب ، أما انضباط الاستبداد فانه وان أغرى الحاكمين في البداية لا يمكن إلا أن يؤدي إلى الخراب.
ولو ملك الفقهاء حرية النظر لخرجوا من الاختلاف في تعريف المساكين الذين جعل لهم الله نصيباً من الزكاة فقالوا: هم عبيد الاستبداد، ولجعلوا كفّارات فك الرقاب تشمل هذا الرقّ الأكبر.
إن المعهود في سير الأمم وسنن الاجتماع أن القيام على الحكومات الاستبدادية وتقييد سلطتها وإلزامها الشورى، والمساواة بين الرعية إنما يكون من الطبقات الوسطى والدنيا، إذا فشى فيهم التعليم الصحيح والتربية النافعة وصار لهم رأي عام .