المصلح يظهر الحجة والظالم العاجز يُهيّج العامة والغوغاء ليستكثر بهم وكما قال الله تعالى: ( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون) .
عبد العزيز الطريفي
المصلحون يواجهون رؤوس الباطل والمبطلون يصورونه صراعاً مع الوطن وأهله، موسى ينصح فرعون، وفرعون يقول (يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون).
إذا عُزل العلماء عن قيادة العامة بلا رهبة، قادت العامة نفسها في النوازل، وهذه مقدِّمة لفتنة العامّـة والدهيماء .
جُـلّ الأفكار المنحرفة فيها حق ولو كان يسيراً وبعض العقول تُضخِّم هذا الحق لأنها تهواه، والنزاع إنما هو في حجمه بالنسبة للخير لا في أصل وجوده .
هناك من يؤمن بالحق لأنه أقوى صوتاً، فإذا أصبح الباطل أقوى ينتكس إلى الباطل فيظن أنه انتقل من باطل إلى حق، وإنما هو إيمانٌ بالصور لا بالحقائق .
لكل شيء طُرق كثيرة منها المختصر ومنها الطويل المُتعب ومنها المُضل المُهلك، وأقصر الطرق إلى الله وأسلمها، كتابه وسُنة نبيه، بفهم أصحابه.
لو قيل بهلاك الناس جميعاً إلا واحد، لظنّ أكثرهم أنه هو الناجي فيستمرون جميعاً في الغي والناجي واحد، لهذا يقِلّ الاعتبار بعقوبات الله النازلة .
الطائرة لم تُصنع مادتها من خمار المرأة، والطاقة لم تنقدح شرارتها باحتكاك الرجل بالمرأة، إن بوصلة الحضارة مُزيفة، قلدنا الصانع وتركنا المصنوع .
الحق تدفنه النفوس تحت كثبان الهوى فإذا نزل البلاء زال الهوى وخرج الحق {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين} .
يقولون أكثر الناس على هذا .. الحق لا يعرف عدد الأتباع، فلكل زمن أكثرية ترى رأياً يختلف عن رأي الزمن الذي يليه فهل الحق يتقلب بحثاً عن الأكثر ؟!.
صفحة 40 من 116