إذا دعوت الله فلا تستعجل ، و بالغ في الدعاء ، فإذا كنت راضياً بقدر الله منتظراً لفرجه فسيأتيك نصر الله لا محالة .. إذا كنت قانطاً مستعجلاً فأنت لم تنجح في اختبارك و صبرك .. و اعلم أنه يبتـليك بالتأخير لتـحارب وسوسة إبليس .
ان من الآثار القبيحة المذمومة للمعاصي أنها تعسر أمور المرء فلا يتوجه لأمر إلا و يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه، و هذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا .
قرأت في تسعين موضعا من القرآن أن الله قدر الأرزاق و ضمنها لخلقه ، و قرأت في موضع واحد : الشيطان يعدكم الفقر ... فشككنا في قـول الصادق في تسعين موضعاً و صدقنا قول الكاذب في موضع واحد .
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله هو المشتري و المؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، و لا في ماله .. لتكون كلمة الله هي العليا ، و ليكون الدين كله الله .
المحب الصادق ، إن نطق نطق الله و بالله ، و إن سكت سكت الله ، و إن تحرك فبأمر الله ، و إن سكن فسكونه استعانة على مرضاة الله ، فحبه الله و بالله و مع الله .
نحن في المساجد نعيش في حضرة الحق تبارك و تعالى ... فأنت في بيت الله تكون في ضيافة الله ، و أنت تعلم أنه إن جاءك أحد في بيتك على غير دعوة فانت تكرمه ، فاذا كان المجئ على موعد فكرمك يكون كبيراً ، فما بالنا بكرم من خلقنا جميعاً .
إن الإيمان هو أصل الحياة الكبير ، الذي ينبثق منه كل فرع من فروع الخير ، و تتعلق به كل ثمرة من ثماره ، و ما عداه فهو فرع مقطـوع من شجرته ، صائر إلى ذبول و جفاف ، و ثماره شيطانية ليس لها امتداد أو دوام .
ما أتعس أولئك الذين أبلوا اجسادهم في غير طاعة الله ، و ما أتعس تلك الوجوه العاملة الناصبة التي لم تسجد الله سجدة ، بل ما أتعس الذين كبـلوا أنفسهم بذل المعاصي فأثقلتهم في الدنيا قبل الآخرة .